لمـاذا نغلـق هواتفنـا أثنـاء الإقـلاع والهبـوط؟
يستمتع حوالي 2.83 مليار راكب سنوياً برحلاتهم الجوية على متن 23.844
طائرة تابعة لحوالي 1.568 شركة طيران تجارية في العالم، ودائماً عند إقلاع
وهبوط طائراتهم يصغون لتوجيهات السلامة بإغلاق الهواتف المحمولة والأجهزة
الإلكترونية بمجرد سماع “الرجاء إغلاق الهواتف المحمولة والأجهزة
الإلكترونية”.
وبالتأكيد من المفترض ولسلامة الطائرة أن يلبي كل الركاب هذه الأوامر
بمجرد سماعها. رغم قيام الركاب بالتقيد إلا إن نسبة كبيرة منهم يجهلون
الأسباب التي أدت إلى العمل بمثل هذه الإجراءات، ونسبة أخرى تبدو لهم هذه
التعليمات بالسخيفة، إيماناً منهم بعدم تأثيرها على سلامة الطائرات.
في حين ان بعض الدراسات لم تثبت أي علاقة بين استخدام الهواتف المحمولة
والأجهزة الإلكترونية وفشل عمل الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالطائرات، فإن
دراسات أخرى تؤكد وجود علاقة بين استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة
الإلكترونية الأخرى الخاصة بالركاب في الرحلات مع مختلف الاجهزة
الإلكترونية في الطائرات.
هذه الدراسات خلصت إلى انه على الرغم من إن الهواتف المحمولة والأجهزة
الإلكترونية محمية وليس من المفترض أن ينبعث منها موجات كثيرة، تنبعث منها
كميات معينة من موجات التردد ويزداد تأثيرها عند استخدام الكثير منها في
آنٍ واحد، بحيث تتداخل مع الاتصالات الجوية الأرضية للطائرات، وهو أمر حاسم
ومهم خلال الإقلاع والهبوط، عندما يكون الطيار في حاجة إلى اتصالات واضحة
مع مراقب الحركة الجوية، خاصة في حالة الطوارئ، للحصول على التعليمات
الضرورية.
على صعيد آخر، استخدام الأجهزة الإلكترونية الشخصية يمكن أيضا أن تؤثر
على الطائرات عند حدوث تسرب للوقود، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى انفجار
الطائرة خلال الإقلاع والهبوط، وبالتالي خسائر فادحة للمال والأرواح، ليس
فقط على متن الطائرة ولكن أيضاً على الأرض. ولهذا السبب يُطلب إغلاق
الهواتف المحمولة في بعض الدول عند تزويد السيارات بالوقود.
ولأن بعض التجارب والدراسات أثبتت عدم وجود أدلة كافية تؤكد ان الهواتف
والأجهزة يمكن أو لا يمكن أن تتداخل مع الأجهزة الإلكترونية للطائرات،
يطالب بعض الخبراء من هذا المنطلق بالسماح للركاب باستخدام الهواتف
المحمولة والأجهزة الإلكترونية الشخصية، للقراءة مثلاً، خلال الاقلاع
والهبوط بواسطة وضع هذه الأجهزة في حالة “وضع الطائرة”، مما يؤدي إلى تعطيل
الإشارات اللاسلكية لها، وبالتالي انعدام تأثيرها على الطائرات.
منذ فرض هذه الإجراءت من قبل هيئات ومنظمات الطيران الدولية المختلفة،
تقوم بعض الشركات المتخصصة بصنع معدات تحتوي على خلايا بقصد السماح
باستخدام الهواتف المحمولة بشكل آمن أثناء الطيران، مما أدى إلى قيام بعض
شركات الطيران مؤخراً باستخدام هذه المعدات في طائراتهم. ومن المتوقع أن
تقوم شركات الطيران الأخرى بذلك خلال السنوات المقبلة.